صديق يجاوب على رسالة

صديقي العزيز

   تحيّاتي الخالصة لك وسلامي العاطر أهديك إيّاه مع النسيم العليل. أمّا بعد يا أخي فقد تناولت كتابك اللطيف ووقفت عليه وسرّني فيه تلك العباراتُ الحلوة النّامّة عن محبّتك لي وإخلاصك وعلوّ أخلاقك؛ فتلوته مرارًا وكان لي سلوى خفّفت عن نفسي آلامها وأتعابها، وخلق فيَّ الأمل المشجّع على الدرس والعمل، فأشكرك عليه شكرًا جزيلًا.

   إنّك تسألني عن أحوالي وصحّتي ودروسي، ثمّ تدعوني إلى زيارتك أثناء العطلة، وقد ثلُج لهذا صدري. وكيف لا يطرب من عنده صديق مخلص ودود مثلك؟

   إنّ صحّتي جيّدة، ودروسي سائرة على  قدم النجاح، وأنا في أحسن حال، وقد بدأت الفحوص، وإنّي آملٌ أن أكون من الأوّلين لأنّي بذلت جهودًا كبيرة وسهرت الليالي عاملًا لأصل إلى ما أبتغيه، وعسى أن يوفّقني الله إلى ما فيه الخير. الأساتذة والمدرّسون جميعهم مسرورون من اجتهادي وحسن سلوكي، وهذا ممّا يفرحك أيضًا.

   أمّا الزيارة فإنّي أودّ من صميم فؤادي أن أقوم بها في مدّة العطلة؛ وأعتقد أنّها لازمة لي لأنّها تسمح برؤيتك البهيّة والتمتّع برفقتك المؤنسة التي أتوق إليها في كلّ ساعة؛ وهي تساعدني أيضًا على تحسين صحّتي، إذ استنشق الهواء النقيّ، وأشرب ماء اليناييع العذب وأتعرّض لأشعّة الشمس المطهّرة، وأتنزّه وإيّاك في الحقول الخضراء الساحرة للقلوب والعيون. إنّها بغيتي وسأستسمح بها من أهلي؛ وإنّي على مثل اليقين أنّهم لن يرفضوها. فعسى أن نجتمع قريبًا ونتحدّث عن كلّ ما هو جميل ونافع. في الختام أتمنّى لك السعادة. واسلم لمن يحبّك ويُخلص لك.                                      

                                             فلان..... 

                                        يوسف س. نويهض